ما هو الاعلان

الإعلان وما أدراك ما الإعلان! هل تعلم أنك تتعرض لمئات وربما لآلاف الإعلانات بشكل يومي، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. فمن إعلانات الراديو والتلفزيون، إلى تلك الإعلانات المتنوعة التي تزخر بها السوشيال ميديا بمنصاتها المختلفة كالفيس بوك واليوتيوب والانستجرام.

للإعلانات أشكال وأحجام وأنواع متعددة تلبي الغرض التي صُمِّمت من أجله. ولكن ماذا يعني الإعلان عن شيء ما؟ ولماذا من الضروري أن يكون لديك حملة إعلانية؟ وما هي ايجابيات وسلبيات الإعلان؟

الاعلان هذه الأيام

الإعلان (الحملة الإعلانية) هو شكل من أشكال التسويق يتم من خلاله دفع مبلغ معين مقابل الترويج لسلعة أو خدمة أو قضية. ويطلق مصطلح الاعلان أيضا على الرسالة الترويجية (أو الإعلانية) بحد ذاتها.

الغرض من الإعلان هو الاتصال بالأفراد الذين من المرجح أن يكونوا على استعداد لدفع ثمن سلع أو خدمات الشركة وإقناعهم بشراء تلك السلع أو الخدمات.

نطاقات اهتمام العملاء هذه الأيام أقل مما كانت عليه في أي وقت مضى بسبب المنافسة الشرسة في كافة القطاعات؛ إذن، كيف يمكنك أن تجعل شركتك متميزة عن المنافسة؟ الجواب: عن طريق الإعلان!

إذ يكاد يكون من المستحيل تخيل مستقبل بدون إعلانات نظرا لمدى انتشارها في جميع أنحاء العالم هذه الأيام. فحتى في الأماكن النائية، ستجد الشركة الناجحة طريقة لوضع نفسها أمام الجمهور المستهدف.

لماذا عملية الشراء صعبة؟

لأن الزبون لا يعرف غالبا ما هي السلعة الأفضل من بين الكم الهائل من السلع المماثلة في السوق. فهو بحاجة إلى مساعدة عن طريق الحصول على معلومات تتعلق بخصائص السلع المتوفرة وجودتها وسعرها. إلخ.

وعلى الطرف المقابل، فالعديد من الشركات تعاني من إثبات مصداقيتها أمام جمهور المستهلكين  وذلك لوجود شركات منافسة أكبر منها في غالب الأحيان.

فحتى لو كانت سلعة شركة معينة هي الأفضل على الإطلاق، فإن المستهلك لن يشتريها إذا لم يعرف بوجودها ويتعرف على خصائصها الفريدة.

وعندما يتعلق الأمر بالإعلان، فإن كلمة “فعّال أو جودة” مساوية لكلمة “موثوقية”. ولتطوير إعلانات مقنعة تلبي متطلبات ومصالح المستهلكين المستهدفين، تستخدم الشركات عادة تقنيات التصميم الجرافيكي وأبحاث السوق إلى جانب تكتيكات وأدوات أخرى.

الآن، دعنا نتحدث عن ماهية الإعلان بالضبط.

ما هو الإعلان؟

ليس من قبيل المصادفة أبدأ أن الإعلانات التجارية منتشرة جدا هذه الأيام. إذ تحاول الشركات أن تتفاعل مع العملاء بشتى الطرق وعلى طول اليوم، من مترو الأنفاق والحمامات العامة إلى وسائل التواصل الاجتماعي، على أمل التأثير على قرارات الشراء التي يتخذها المستهلكون.

إذ تعمد الشركات الناجحة إلى البحث العلمي لصناعة الإعلان المثالي (من حيث الشكل والهدف والزمان والمكان) الذي يحقق الغاية القصوى.

تعريف الإعلان

الإعلان هو عملية إقناع الجمهور المستهدف للقيام بعمل معين، مثل شراء منتج أو زيادة الوعي تجاه مشكلة ما. فالإعلان هو استراتيجية تهدف إلى كسب تفاعل الجمهور ثم إقناعه بالسلعة أو القضية ..إلخ.

في حين أن بعض الإعلانات خفية جدا لدرجة أننا قد لا نعرف حتى بوجودها، يعتمد بعضها الآخر على الإثارة والتشويق لكسب تفاعل الجماهير المستهدفة.

بغض النظر عن شكل الإعلان الذي تقرر الشركة صناعته، فإن الغرض النهائي لجميع الإعلانات التجارية هو ذاته: التأثير على تصرفات الأشخاص الذين من المفترض أن يكونوا جمهورها المستهدف.

هل إقناع العملاء بالشراء هو هدف الإعلان؟

على الرغم من أن غالبية الناس يعتقدون أن الغرض الأساسي من الإعلان هو إقناع العملاء بشراء سلع معينة، إلا أن هناك بالفعل العديد من الأسباب وراء وجود الإعلان.

بعبارة أخرى، يمكن تعريف الإعلان على أنه عملية تصميم وإرسال رسالة معينة مدفوعة بهدف إما إبلاغ الجمهور المستهدف بشيء ما، أو إقناعه بالشراء أو الانخراط في نشاط ما.

فبعض الشركات أو المنظمات أو الهيئات تقوم بنشر إعلانات للتأثير في موقف مجموعة ديموغرافية معينة أو زيادة الوعي حول موضوع مثير للاهتمام.

على سبيل المثال، قامت العديد من الهيئات الصحية في جميع أنحاء العالم بنشر إعلانات توعوية تتعلق بوباء كوفيد 19 وبأهمية تلقي اللقاحات التي توفرها تلك الهيئات.

في بعض الأحيان، لن يذكر الإعلان حتى منتجا معينا؛ بدلا من ذلك، قد تهدف الشركة فقط إلى إقامة علاقة ثقة بين العملاء والعلامة التجارية.

خصائص الإعلان

  • الإعلان هو نموذج مدفوع: إذ يُطلب من المُعلن، المعروف أيضا باسم الراعي (sponsor)، الدفع مقابل تطوير رسالة إعلانية، وشراء مساحة على وسيلة إعلانية (على سبيل المثال, شراء 20 ثانية خلال مسلسل محبوب)، ومراقبة الجهود الإعلانية.
  • الإعلان هو أداة للترويج:  يعتبر الإعلان أحد أهم عناصر استراتيجية الترويج للشركة.
  • الإعلان هو تواصل في اتجاه واحد فقط: الإعلان هو شكل من أشكال الاتصال المُسير في اتجاه واحد فقط (من الشركة أو المنظمة إلى الجمهور).
  • قد يكون الإعلان شخصيا أو غير شخصي: الإعلان غير الشخصي هو الإعلان الموجه إلى عامة الجمهور، على سبيل المثال، من خلال التلفزيون أو الراديو أو الصحف. أم الإعلان الشخصي فهو الإعلان الموجه للأفراد كل على حدة، كما في حالة الإعلانات على  وسائل التواصل الاجتماعي والإعلانات الأخرى المعتمدة على ملفات تعريف الارتباط (cookies).

أنواع الإعلان

أنواع الإعلان وفقا لمدى اختراق السوق المستهدف

وتقسم إلى ثلاثة أنواع: فوق الخط، وأسفل الخط، ومن خلال الإعلان الخطي.

  • الإعلان فوق الخط (ATL): يتكون الإعلان فوق الخط من الأنشطة التي لا تستهدف في الغالب جمهورا محددا ولها مدى واسع. الإعلانات في التلفزيون والراديو والصحف كلها أمثلة على الإعلان “فوق الخط”.
  • الإعلان تحت الخط (BTL): يشمل الإعلان تحت الخط مجموعة متنوعة من الإجراءات مع التركيز الأساسي على التحويل (حث الجمهور على اتخاذ قرار الشراء مثلا) ويستهدف فئة ديموغرافية معينة أو فئة معينة من المستهلكين. تُعد اللوحات الإعلانية، والرعاية، والإعلانات الموضوعة داخل المتاجر بعض الأمثلة على أشكال الإعلان “تحت الخط”.
  • الإعلان الخطي: تشمل الأنشطة المدرجة في الإعلان الخطي استخدام طرق التسويق فوق الخط (ATL) وتحت الخط (BTL) بشكل متزامن. يهدف هذ الأسلوب الإعلاني إلى بناء العلامة التجارية وكذلك تحويل العملاء (الإعلان الذي يعتمد على ملفات تعريف الارتباط، وطرق التسويق الرقمي المختلفة كلها أمثلة على الإعلان الخطي).

أنواع الإعلان وفقا لنوع الوسائط الإعلانية المستخدمة

  • الإعلان المطبوع: والذي يشمل الإعلانات في الصحف والمجلات والكتيبات. إلخ.
  • الإعلان الإذاعي: ويشير إلى الإعلانات التي يتم بثها على التلفزيون والراديو.
  • الإعلان الخارجي (outdoor): ويشمل اللوحات الإعلانية واللافتات والأعلام وأنواع أخرى.
  • الإعلان الرقمي (الإعلان الإلكتروني): ويشير إلى الإعلانات التي يتم تقديمها على الأجهزة الرقمية وعبر الإنترنت (مثل تضمين إعلانات المنتجات في البرامج التلفزيونية الترفيهية ومقاطع الفيديو على YouTube وغير ذلك).

ما هي أهداف الإعلان؟

هناك ثلاثة أهداف أساسية يجب تحقيقها من خلال الإعلان: 1) إعلام المستهلكين بالعلامة التجارية أو المنتج (الإِخطار)؛ 2) لإقناع المستهلكين بإجراء عملية شراء أو تنفيذ إجراء (الإقناع)؛ 3) ولتذكير المستهلكين وتعزيز رسالة العلامة التجارية (التذكير).

الإخطار

يمكن زيادة الوعي العام بالعلامة التجارية وانتشارها في السوق المستهدفة من خلال الإعلان. إذ يُمثل إخطار المستهلكين بالعلامة التجارية أو بالمنتجات الخطوةَ الأولى في تحقيق أهداف الشركة التجارية.

الإقناع

أحد الأغراض الأساسية للإعلان هو العمل على إقناع المستهلكين بالقيام بنشاط معين. على سبيل المثال، عملية شراء المنتج أو تجريب سلعة أو خدمة، إنشاء صورة للعلامة التجارية، وتكوين موقف إيجابي تجاه العلامة التجارية، وغيرها من الأنشطة المماثلة.

التذكير

أحد الأغراض الأخرى للإعلان هو إعادة تأكيد الرسالة التي ترسلها العلامة التجارية وتهدئة مخاوف كل من العملاء الحاليين والمحتملين بشأن الاتجاه المستقبلي للعلامة التجارية.

من خلال الإعلان، يمكن للشركة الحفاظ على علامتها التجارية في أذهان المستهلكين ومنع الشركات الأخرى من كسب عملائها الحاليين.

وهناك أيضا أهداف فرعية مستمدة من هذه الأهداف الثلاثة سالفة الذكر. على سبيل المثال:

  • بناء العلامة التجارية
  • زيادة المبيعات
  • توليد الاهتمام والحاجة لمنتجات الشركة
  • التفاعل مع الجمهور
  • توسيع قاعدة العملاء
  • التأثير على وجهات نظر العملاء، وغيرها من الأهداف الثانوية.

أهمية الإعلان

أهمية الإعلان بالنسبة للعملاء

  • الفائدة: يكون العملاء أكثر قدرة على اتخاذ القرارات الصائبة عندما يتلقون الإعلانات التي تزودهم بالمعلومات ذات الصلة حول منتجات قد تلبي احتياجاتهم وتتوافق مع ميزانيتهم.
  • التوعية: يساهم الإعلان في توعية المشترين بما يتعلق بالمنتجات المتوفرة في السوق وميزاتها. وبهذا سيكون العملاء أكثر قدرة على مقارنة المنتجات المختلفة واختيار المنتج الذي يلبي احتياجاتهم.
  • النوعية الأعلى: لن تشاهد إعلانات لمنتجات ليس لها علامة تجارية. وهذا يضمن نوعية أعلى لهذه المنتجات لأن الشركات ترغب في كسب ثقة المستهلكين الذين يجربون منتجاتها، والإخلال بمعايير الجودة سيضر بسمعة العلامة التجارية.

أهمية الإعلان بالنسبة للشركات

  • الوعي: يعمل الإعلان على زيادة وعي الجمهور المستهدف حول العلامة التجارية والمنتجات التي تقدمها، وهذا يعتبر حجر الزاوية لنجاح أي شركة.
  • تشكيل صورة العلامة التجارية: يساعد الإعلان الناجح على زراعة صورة إيجابية للعلامة التجارية ومنتجاتها في أذهان الجماهير المستهدفة.
  • التميّز: يساعد الإعلانُ الشركاتِ على تمييز منتجاتها عن منتجات منافسيها وعلى توصيل ميزات منتجاتها الفريدة  للجمهور المستهدف.
  • إنشاء علاقة مبنية على الثقة مع المستهلكين: يعمل الإعلان على إعادة التأكيد على مهمة العلامة التجارية، مما يزيد من بناء الثقة مع المستهلكين.
  • قيمة عالية مقابل المال: بالمقارنة مع المكونات الأخرى للمزيج التسويقي، غالبا ما يقدم الإعلان أفضل قيمة مقابل المال المصروف لأنه قادر على نشر الرسالة إلى عدد كبير من الناس.

فوائد الإعلان

  • يُخفض تكلفة الوحدة: تؤدي الجاذبية الواسعة للإعلانات إلى زيادة الطلب على المنتج، وهو أمر مفيد للشركة لأنه يسمح لها بإنتاج وبيع كميات كبيرة من المنتج مما يؤدي إلى خفض تكلفة الوحدة (المنتج).
  • يساهم في بناء علامة تجارية: الإعلان مفيد في بناء العلامات التجارية حيث يُنظر إلى تلك الشركات والعلامات التجارية التي تسوق بفاعلية لسلعها على أنها أكثر مصداقية.
  • يساعد في إطلاق منتجات جديدة: عندما يتم دعم منتج جديد بإعلان، يكون إطلاقه في السوق أسهل بكثير.
  • يعزز ثقة المستهلكين الحاليين في العلامة التجارية: يتم تعزيز ثقة العملاء الحاليين في العلامة التجارية من خلال الإعلانات لأنهم يشعرون بالفخر عندما يرون إعلانا لمنتج أو علامة تجارية يستخدمونها بالفعل.
  • يساهم في تقليل عدد العملاء المغادرين: يساهم الإعلان الاستراتيجي للعروضات الجديدة والتحسينات في الخدمة في تقليل عدد العملاء الذين لم يعودوا مهتمين بشراء المنتج.
  • جلب عملاء جدد: يساعد الإعلانُ الشركةَ على اكتساب مستهلكين جدد وتوسيع نطاق الأعمال.
  • إعلام العملاء وتثقيفهم: يعمل الإعلان على إخطار العملاء بالعديد من المنتجات المتوفرة في السوق، كما يتم تثقيفهم حول الخصائص التي يجب عليهم البحث عنها في منتج معين.

عيوب الإعلان

  • يزيد التكلفة: الإعلان هو كلفة تضاف إلى تكلفة المنتج مما يؤدي إلى زيادة في التكلفة الإجمالية. وبكن يتم دفع هذه النفقات في النهاية من قبل العميل الذي يقوم بالشراء.
  • قد يشوش المستهلك: يجعل الإعلان من الصعب على العملاء تقرير ما يشترونه. فعندما يكون هناك الكثير من الإعلانات التجارية في السوق التي تقدم مواصفات قريبة من بعضها، سيكون من الصعب على العملاء أن يقرروا ما يشترونه وما إذا كان عليهم شراء المنتج أم لا.
  • قد يكون مضللا أحيانا: هناك بعض الإعلانات التجارية التي تستخدم أساليب مضللة عن قصد لخداع العملاء.
  • مناسب فقط للشركات الكبيرة: نظرا لارتفاع التكاليف التي ينطوي عليها الإعلان، يمكن للشركات الكبيرة فقط تحمل هذه التكاليف. ولهذا السبب، لم تعد الشركات الصغيرة قادرة على التنافس مع الشركات الكبيرة التي تحتكر السوق.
  • قد يؤدي لشراء منتجات أقل نوعية: يمكن أن يؤدي الإعلان المتقن إلى بيع سلع دون المستوى المطلوب، وهو أمر لا يفيد المستهلكين بأي شكل من الأشكال.

تتنوع أشكال وأنماط الإعلانات بناء على الهدف المرجو منها. فقبل إنشاء الإعلان، يجب على المعلنين تكريس وقت وجهد كبيرين لاكتساب معلومات حول سلوك واهتمامات الجمهور المستهدف.

أحد أهم الأمور التي يجب على المعلنين مراعاتها عند تصميم الإعلان هو المنصة التي سيبث الإعلان من خلالها. فهناك عدد لا حصر له من الطرق التي يمكن للشركات من خلالها التواصل مع الجمهور المستهدف، خاصة بالنظر إلى انتشار الوسائط الرقمية.

وفي غالب الأحيان، فإن اختيار المنصة المناسبة للإعلان يعتبر أهم بكثير من مدى جمالية الإعلان وروعته. على سبيل المثال، لو كان جمهورك المستهدف هو الشباب في مقتبل العمر، فلن ينفعك أي إعلان تضعه في الصحف اليومية. وعلى العكس، لو كنت تستهدف كبار السن، فاستخدام إعلانات الصحف سيكون له فاعلية كبيرة.

ما هو الفرق بين الإعلان والتسويق؟

يواجه غالبية المستهلكين صعوبة في معرفة الفرق بين التسويق والإعلان، ولكن من المهم للشركات أن تفهم أن الاثنين ليسا نفس الشيء.

يمكن النظر إلى التسويق على أنه مظلة ضخمة تغطي مجموعة واسعة من الأنشطة، وعملية اكتساب مستهلك مهتم بمنتج أو خدمة معينة تندرج تحت هذه المظلة. الإعلان هو ببساطة واحدة من عدة عناصر تساهم في جلب المستهلك والحفاظ عليه.

تدرك الشركات أن كل خطوة تقوم بها تحمل معها إمكانية حدوث تداعيات، ولهذا تقوم ببناء خطط طوارئ من أجل حماية مستثمريها وضمان استمرار نموها.

وقبل تنفيذ أي إجراءات، تقوم معظم الشركات بإنشاء خطة تسويقية توضح من خلالها تفاصيل جميع مبادراتها التسويقية بالإضافة إلى الاستراتيجيات التي ستستخدمها لوضع هذه المبادرات موضع التنفيذ.

يجب أن يأتي البحث العلمي (دراسة السوق) دائما في المرتبة الأولى في أي خطة تسويقية، لأنه يمنح المسوقين المعلومات التي يحتاجونها لتنفيذ حملة تسويقية ناجحة.

وعند حصول الشركة على فهم كامل لجمهورها المستهدف وكذلك سوقها ومستهلكيها المحتملين، ستكون في وضع يسمح لها ببناء أصولها وإنشاء علامة تجارية تتواصل بشكل فعال مع هذا الجمهور.

للتعرف على الفرق بين التسويق والمبيعات، يمكنك قراءة هذا المقال.

الإعلان الرقمي (الإعلان الالكتروني)

إذا كنت لا تعلن عن شركتك عبر الإنترنت، فمن المحتمل أنك تتخلف عن المنافسة لأن مستوى الاتصال الرقمي في عالمنا هذا في أعلى مستوياته على الإطلاق.

وجد بحث أجرته شركة Nielsen في عام 2018 أن الشخص البالغ العادي في الولايات المتحدة يقضي أكثر من 11 ساعة يوميا في التعامل مع وسائل الإعلام بطريقة ما.

فإذا كان إخطار العملاء والتواصل معهم هو الهدف النهائي للشركة، فيجب على هذه الشركة التفاعل مع عملائها عبر الوسائل الرقمية.

لا توجد استراتيجية أو طريقة واحدة  فضلى لتواصل الشركة مع عملائها الحاليين أو المحتملين. فعلى الشركات، ولا سيما المؤسسات الكبرى، أن تكرس أجزاء كبيرة من ميزانياتها لاكتساب فهم لمتطلبات ومصالح وصفات العملاء المثاليين لمنتجاتهم.

بعد اكتساب المعلومات الضرورية عن الجمهور المستهدف، سيكون من الممكن عندها تحديد مكان وكيفية الإعلان عن المنتج. في الفقرة المقبلة سنتحدث عن انواع الإعلان الرقمي.

أنواع الإعلان الرقمي

الإعلان على أساس نتائج البحث المدفوعة

من السهل الشعور بأننا متخمون من المعلومات التي نتلقاها من كل حدب وصوب بشكل يومي. وهذا قد يسبب الإرهاق بعض الأحيان.

تخيل أنك مستهلك تبحث عن أعظم ماكينة قهوة. فعند البحث عن الكلمة الرئيسية “أفضل ماكينة قهوة”، سيزودك محرك البحث (Google أو Yahoo أو Bing) بمئات الروابط للاختيار من بينها.

الحقيقة هي أن الغالبية العظمى من المستهلكين لن يتصفحوا كل صفحة على حدة. في المقابل، من المرجح أن يختاروا أحد الروابط في الصفحة الأولى من نتائج البحث لأن محرك البحث يرتب هذه الروابط بناء على خوارزميات معينة هدفها تقديم الأفضل للمستهلك (أو هكذا يزعمون).

يأتي دور استخدام البحث المدفوع في هذه المرحلة.

إعلان الدفع لكل نقرة (PPC)، المعروف أيضا باسم التسويق عبر محركات البحث (SEM)، هو نوع من البحث المدفوع الذي يتضمن ممارسة المزايدة على كلمات مفتاحية معينة من أجل وضع الإعلانات في أعلى أو أسفل أو جوانب صفحات نتائج البحث.

وستتمكن بهذا من وضع إعلانك على الفور أمام العملاء الذين يبحثون عن موضوعات ذات صلة بمنتجاتك.

الإعلان على السوشيال ميديا (وسائل التواصل الاجتماعي)

بمرور الوقت، تطورت السوشيال ميديا إلى بيئة مثالية للشركات لتقديم نفسها أمام الجمهور المستهدف. حيث تقوم الشركات بالترويج لمنتجاتها على السوشيال ميديا إما عبر المنشورات الترويجية المباشرة أو عبر رعاية منشورات معينة.

وقد ثبت أن كلا الطريقتين يزيد من معدل تحويل العملاء من متصفحين إلى مشترين.

السوشيال ميديا ساحة لجميع الناس من مختلف الأطياف والاهتمامات. تخيل مدى الاختلاف الجذري بين اهتمامات مراهق يبلغ من العمر 16 عاما، ومهندس يصمم الجسور عمره 50 عاما. ولهذا فإن استهداف شريحة بعينها من رواد مواقع التواصل أمر في غاية الأهمية.

ومن الجدير ذكره أن منصات مثل Facebook و Twitter و LinkedIn و Instagram قامت بتطوير خيارات تمكن الشركات من استهداف جمهور معين بشكل دقيق بناء على التركيبة السكانية والمكان الجغرافي على سبيل المثال.

من المهم أيضا مراعاة شخصيات العملاء عند اختيار منصة السوشيال ميديا للإعلان. لأن بناء علاقة مبنية على أساس الثقة مع الذين تحاول الوصول إليهم أمر بالغ الأهمية وسيساعد الشركة على الانتشار على المدى القريب والبعيد.

وقد يلجأ المسوقون أحيانا إلى استخدام مراجعات أو تقييمات (reviews) المستهلكين المأخوذة من مواقع المراجعات المختلفة لتعزيز مصداقية إعلاناتهم على السوشيال ميديا وتحويل العملاء المتصفحين إلى مشترين بشكل أكبر.

الإعلان عن طريق الرعاية والإعلانات المدمجة بالمحتوى

نظرا لوفرة المواد المتاحة الآن على الانترنت، فقد طور المستهلكون القدرة على تجاهل الإعلانات التجارية التقليدية عند تصفحهم للمقالات أو مشاهدة فيديوهات اليوتيوب المسلية، خصوصا وأن البعض بات يستخدم تطبيقات حاجبة للإعلانات هذه الأيام.

ولكن الشركات لجأت إلى تطوير إعلانات من نوع مختلف، إنها الإعلانات التي تكون جزءا من النص المكتوب في المقالة أو الفيديو.

كأن يشير صانعُ فيديو اليوتيوب إلى شركة معينة راعية للقناة خلال الفيديو. أو من خلال ذِكرِ الشركة أو المنتج خلال مقالة مصاغة بطريقة ذكية تجعل القارئ لا ينتبه إلى أنه يقرأ إعلانا.

الإعلانات المدمجة هي إعلانات مصممة لتتوافق وتندمج مع المحتوى المصنوع (مقالة أو فيديو) بحيث تظهر وكأنها جزء منه. مما يجعل تجاهل هذه الإعلانات أمرا في غاية صعوبة.

لا تقتصر الإعلانات المدمجة على جذب العملاء بطريقة مميزة فحسب، بل إنها وسيلة رائعة للشركات لتقديم نفسها أمام الجمهور المستهدف.

الإعلانات المصورة على صفحات الانترنت والبانر

تتبع كل من إعلانات الدفع لكل نقرة وإعلانات البانر نفس الصيغة، ومع ذلك تميل إعلانات البانر إلى أن تكون أكثر تشويقا بصريا.

نظرا لحقيقة أنها تشتت الانتباه، فإن هذا النوع من الإعلانات يعتبر بشكل عام قديما في قطاع الإعلانات. ومع ذلك، فإن لدى إعلانات البانر القدرة على مساعدة الشركات في تحقيق أهدافها إذا تم التخطيط لها واستخدامها بحكمة.

يتم عرض الإعلانات المصوّرة على جانب موقع الويب، في حين أن إعلانات البانر غالبا ما تكون مربعات أفقية موضوعة في أعلى الصفحة.

كما أسلفنا الذكر، فإن العديد من متصفحي الانترنت يستخدمون تطبيقات حاجبة للإعلانات هذه الأيام، وقد سبب هذا مشكلة كبيرة للشركات التي تعتمد على الأموال الناتجة عن هذا النوع من الإعلانات.

وعلى الرغم من أن بعض المعلنين قد بدأوا في الابتعاد عن استخدام إعلانات البانر والإعلانات المصورة، إلا أن العديد منهم ما زال يستخدمه كاستراتيجية أساسية في إعلاناتهم.

ومن الاهمية بمكان التذكير بأن مجال الإعلان، مثل العديد من المجالات الأخرى، يخضع إلى تغيير مستمر. لذلك يتعين على الشركات تعديل استراتيجياتها بحيث تتماشى مع الأولويات المتغيرة واهتمامات المجتمع إذا أرادت الحفاظ على وجودها في السوق.

ما هي العوامل التي تساهم في نجاح الحملة الإعلانية؟

كيف يمكن للشركة أن تجعل إعلاناتها أكثر نجاحا وتأثيرا في ظل وجود العديد من الخيارات المختلفة لصناعة ونشر الإعلان؟

لكل إعلان تقريبا هدف معين، سواء كان ذلك للتفوق على المنافسين في السوق أو لزيادة المبيعات. من ناحية أخرى، فإن الإعلان الأكثر تأثيرا سيأخذ المتلقي إلى عالم آخر من خلال إلهام العملاء لتجربة شيء ما أو إنجاز شيء ما.

فكر في حملات مثل Just do it لـ Nike أو “share a Coke” لـ Coca-Cola أو The Epic Split feat. Van Damme لـ Volvo. لم تقل هذه الإعلانات “اشترِ بضائعنا”، لكنها استجابت بدلا من ذلك لمشاعر العملاء المحتملين من خلال تزويدهم بمبرر غير معلن لشراء العلامة التجارية للشركة.

عندما يستجيب المعلنون لمشاعر الجماهير المستهدفة، فإنهم بذلك يفعلون أكثر من مجرد زيادة احتمالية البيع؛ لإنهم يصنعون علاقة متينة بين العلامة التجارية والعميل.

وتذكر دائما أن الحملات الإعلانية الأكثر فاعلية هي تلك التي تكون قادرة على جذب جمهور جديد مع تذكير المستهلكين الحاليين في نفس الوقت بالأسباب التي تجعلهم يستخدمون العلامة التجارية ويستمتعون بها.

اقرأ أيضاً